حيوانات تتقن الزراعة أفضل من البشر!

بدأ الإنسان بزراعة طعامه منذ آلاف السنين, وقد طور ممارساته وأساليبه الزراعية على مر العصور, وكان الإزدياد المطرد في عدد البشر تحديا حقيقيا أوجب على الأشخاص إيجاد وتطوير وسائل جديدة تتماشى مع حاجتها للغذاء، فقد مكنت الأنظمة الزراعية المتطورة من الخروج عن نمط حياة البدو وبناء المدن، وضمان الطعام للسكان الذين يتزايد عددهم بشكل ملفت، ورغم ذلك فإن الإنسان لم يكن أول من زرع طعامه من المخلوقات وبالتأكيد فليس هو الأكثر كفاءة وإتقانا لذلك بينها.

في هذه التدوينة سنتعرض معا لمجموعة من الحيوانات تساهم بشكل كبير في سيرورة العالم الطبيعي, بمهاراتها الزراعية التي يجب أن نأخذ الوقت لندرس ونستوعب عملياتها الوثيقة بإيقاعات الطبيعة، والتي تتفانى في العمل من أجل البيئة وليس ضدها. هناك الكثير لنستلهمه من هذه الكاائنات الذكية، وربما نجد لديها ما يستلزم لوضع قوانين وأساليب زراعية أكثر استدامة من تلك التي لدى الإنسان.

النمل الأبيض:

يصنف النمل الأبيض على أنه سيد زراعة الفطريات، فهذه الكائنات الضئيلة لها قوانين وأنظمة معقدة مسيرة للزراعة، فهي تركز على العمل الجماعي وذلك بعمل أعداد كبيرة منها معًا في بناء مساكنها العملاقة التي تخصص فيها غرفا خاصة لزراعة الفطريات, وتتم هندستها بشكل يضمن توفر ظروف النمو المثالي للفطر وتأمين نفوذ الهواء والماء إليه.

قناديل البحر:

لدى قناديل البحر نظام زراعي فريد من نوعه، إذ أنها تزرع الطحالب في الأنسجة الداخلية الشفافة لديها، وهي تقضي أغلب أوقات النهار على مقربة من سطح الماء قصد تعريض أجسامها لأشعة الشمس مباشرة، مما يسمح للطحالب بأن تنمو بفعالية أكثر، وهذا النوع من الإنتاج الغذائي متطور جدا،حيث يوفر في الجسم مخزنًا جاهزًا من المواد المغذية يمكن استغلاله كلما احتاجت إليه.

سرطان ألييتي:

يعيش سلطعون الييتي على الفتحات الحرارية المائية في نقط عميقة جدا من المحيطات, تحتوي مخالب هذا السلطعون على نوع من البكتيريا الخيطية يستخدمها في تحويل جزيئات الكربون التي تنبعث من الفتحات الحرارية في قعر البحار إلى مواد مغذية، وتعتبر هذه العملية نوعا من التركيب الكيميائي وتقع على عمق 78 ألف قدم في الظلام المطلق، حيث لا توجد تقريبًا أي مصادر أخرى للغذاء.

GF

المصدر